الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

وااا نصر الله... استغاثة أمة...


لم تكن صرخة امرأة وقعت في أيدي الروم زمن الخليفة المعتصم الذي وضع القدح من يده ليسير الجيش وينتصر
لصرختها… إنها صرخة أمة اختارت اللجوء إلى أذن تعذبها صرخة فلسطين العذراء… صرخة صامتة فقدت الأمل في إمكانية النطق بعد أن تركت تصرخ وتنفجر عشرات السنين دون ملبٍ… وامعتصماه عادت بحلتها الجديدة ( وااااا نصر الله ) لترسم بريق أملٍ في عيون أرهقها البكاء وجفت ينابيع الأمل في مجراها…
حزمة جيوش انكسرت أمام جيش " لا يُقهر" لكنه قهرَ وُقهر... ما أروعك أيها الحكيمُ في زمن عز فيه الحكماء... شيعياً كنت أو سنياً... عربياً كنت أو أعجمياً... فلسطينياً كنت أو لبنانياً... تختلف التقسيمات ولا يختلف الإحترام لشخصك... ما أروعك حين تقف بين يدي شعبك لتعدهم بالنصر فتفي بوعدك وتنتصر... ما أروعك حين تكاد شمعة القنطار وبعض الرفاق تفقد رحيقها وعمرها الوردي خلف قضبان الموت القهري البطيء فتنتزعه من بين أسنانهم لتثبت لهم أن الرجل الذي سيحرر القنطار موجود على عكس ظنونهم ...
ما أروعك حين توصل الحلوى إلى أفواههم وتنتزعها ببراعةٍ لتنتصر ببراعة فيبكوا جيفهم ببراعة وحرقة تقابلها لذة مشهدٍ ُأعلنت وفاته منذ عشرات السنين... مشهدٌ توج أرض لبنان وفلسطين والعراق إكليل أمل ...
كنت البطل في أروع مشهدٍ من صنع التاريخ... مشهد كان بالأيدي الملطخة بالدماء تتلطخ بالدموع وتخفي جبينها عن عيون البشر منكسرة ذليلة... ما أروعك وما أروع الصدفة التي حملتك ثم فتحت لتسمح لضيائك باختراق عيوننا وقلوبنا... كنت الشاب الفتي الذي قاد الشباب الشرفاء حين شاخت الجيوش واستقالت لتصبح مربية وحارسة للحدود التي شقها الاستعمار بالدم والنار على أجسادنا... وأخذت الأمهات تطلق اسم نصر الله على أطفالها لتحاول جاهدة إنجاب مثيلك ولم تعجز الأرحام... فقوافل المقاومة تمضي بأمر الله.
لتنتصر الدماء... وتستبدل الأرقام بالأسماء... لكن جثث الشهداء غادرت موطنها فهل ستعود يا سيد المقاومة...؟؟؟ هل سيعود الأبناء الأوفياء إلى أحضان ثرى فلسطين ليكتمل مشهد النصر؟؟ ...
بريشة الحسنـــــــــــــــاء

ليست هناك تعليقات: