الأربعاء، 20 أغسطس 2008

آه أطفــــال بـــلادي ... هكذا مات القمر


رحلت وتركت الحصان وحيدا…مع أنك تساءلت يوماً " لماذا تركت الحصان وحيداً ".. وعلى غير عادة المسافرين، ها نحن نستجمع قوانا لنرثيك بكلمة أخيرة تذوب تواضعا وبساطة أمام عباراتك الرنانة المفعمة بالحنان والقوة والتوهّج…
فمنذ متى وأنت تجهز أوراقك استعدادا للرحيل الأبدي، منذ متى وأنا التي اعتقدت أنك مزقت جواز السفر وجلست بيننا تحدثنا فتحول الأغلال إلى أطواق نرجس... لتحول الخريف الى ربيع يزهر فيه اللوز والأمل، لتحول الكلمات الى ديناميت يتفجر في بنادق المجاهدين...تحول دماءنا المسفوكة الى لافتات حرية وعنفوان...فيلين القيد ويرتفع الشهداء كأعمدة الضياء...
رحلت دون أن تكتب قصيدة النصر المنتظر، دون أن تزف فلسطين عروسا لكل مقاتل، أيا جرح الوطن المتوهج بأي كلمات نرثيك، أم أننا نحن الذين يجب أن يرثوا لفقدك وفقد الأحبة الأحرار...
كلنا يغرق بالزحام ويحلم بالمطر...فكيف تركتنا نغرق وحدنا ونحلم وحدنا...نبكي ونتألم وحدنا...كانت قصائدك أنيس غربتنا فلماذا استعجلت الرحيل... ورحلت في غير أوانك...
ماذا حملت لعشر شمعات أضاءت فلسطين
غير المزيد من النشيد عن الحمائم والجماجم؟
هي لا تريد... ولا تعيد
رثاءنا...هي لا تساوم
فوصية الدم تستغيث بأن تقاوم
في الليل دقوا كل باب
كل باب...كل باب
وتوسلوا ألا نهيل الدم الغالي التراب
قالت عيونهم التي انطفأت لتشعلنا عتاب:
لا تدفنونا بالنشيد، وخلدونا بالصمود
إنا نسمّد ليلكم لبراعم الضوء الجديد
يا فلسطين! لن ننام...وفيك مقبرة وليل
فلماذا نمت ... وما زالت المقبرة تتسع وتبتلع أفئدة الأحبة... ومازال الظلام يلف أعناقنا ويمنع الضياء من المرور..أنمت لتصحو من جديد؟؟!!!
أنا جنة القمح
التي ماتت
لكي تخضرّ ثانية
وفي موتي حياة ما
من سيفك لغز دمائنا من بعدك يا صوت الشعب الذي أخرس، من سيوصينا
لا ... لا تذلّوا
من سيقولها في الوقت الذي كممت فيه الأفواه، ها قد رحلت وأغلقت الباب خلفك تاركا جيوش قصائدك تقاتل من بعدك وتنتصر حين تهزم جيوش بعدة وعتاد...آه يا فارس الكلمة والوطن...عبء كبير حملته فكنت الجدير بحمله...هم الوطن...نما معك ونما فيك حتى اقترن بشهادة ميلادك...فلسطيني العينين والإسم...ستبقى وصيتك حية فينا...
ووصية الدم لا تساوم
ووصية الدم تستغيث بأن نقاوم
أن نقاوم...
فهل مات القمر؟؟ أم أنه ترك جيشا من الأقمار خلفه...دعنا نواسي أنفسنا برحيلك ...ولتغمد أنت قلمك في لظى الشمس ..لكن لا تنسى أن تطل علينا بوجهك الوضّاء وجبينك الذي يمدنا بالكبرياء...
عظم الله أجرنا لفقدك يا فارس الشعراء...
ولما غيّبه الموت، غاب فقه الطمأنينة
ونزل على الأرض بلاء عظيم اسمه التيه
والبلبلة


بريشة الحسنــــــــــــــــــــاء

الخميس، 14 أغسطس 2008


لا ذهابَ ولا غياب، ولا سقوط عن الحصان...
ستبقى الذكرى وسيبقى يشدو ذلك الدوري
ويرسم صورة المعنى في ذلك المكان العاطفي...
وسنبقى نرش الملح فوق الجرح
نداوي قهرنا بالصبر
وسنبقى جميعاً أنت
ولا أنت إلا أنت...


يوسف كاظم

الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

وااا نصر الله... استغاثة أمة...


لم تكن صرخة امرأة وقعت في أيدي الروم زمن الخليفة المعتصم الذي وضع القدح من يده ليسير الجيش وينتصر
لصرختها… إنها صرخة أمة اختارت اللجوء إلى أذن تعذبها صرخة فلسطين العذراء… صرخة صامتة فقدت الأمل في إمكانية النطق بعد أن تركت تصرخ وتنفجر عشرات السنين دون ملبٍ… وامعتصماه عادت بحلتها الجديدة ( وااااا نصر الله ) لترسم بريق أملٍ في عيون أرهقها البكاء وجفت ينابيع الأمل في مجراها…
حزمة جيوش انكسرت أمام جيش " لا يُقهر" لكنه قهرَ وُقهر... ما أروعك أيها الحكيمُ في زمن عز فيه الحكماء... شيعياً كنت أو سنياً... عربياً كنت أو أعجمياً... فلسطينياً كنت أو لبنانياً... تختلف التقسيمات ولا يختلف الإحترام لشخصك... ما أروعك حين تقف بين يدي شعبك لتعدهم بالنصر فتفي بوعدك وتنتصر... ما أروعك حين تكاد شمعة القنطار وبعض الرفاق تفقد رحيقها وعمرها الوردي خلف قضبان الموت القهري البطيء فتنتزعه من بين أسنانهم لتثبت لهم أن الرجل الذي سيحرر القنطار موجود على عكس ظنونهم ...
ما أروعك حين توصل الحلوى إلى أفواههم وتنتزعها ببراعةٍ لتنتصر ببراعة فيبكوا جيفهم ببراعة وحرقة تقابلها لذة مشهدٍ ُأعلنت وفاته منذ عشرات السنين... مشهدٌ توج أرض لبنان وفلسطين والعراق إكليل أمل ...
كنت البطل في أروع مشهدٍ من صنع التاريخ... مشهد كان بالأيدي الملطخة بالدماء تتلطخ بالدموع وتخفي جبينها عن عيون البشر منكسرة ذليلة... ما أروعك وما أروع الصدفة التي حملتك ثم فتحت لتسمح لضيائك باختراق عيوننا وقلوبنا... كنت الشاب الفتي الذي قاد الشباب الشرفاء حين شاخت الجيوش واستقالت لتصبح مربية وحارسة للحدود التي شقها الاستعمار بالدم والنار على أجسادنا... وأخذت الأمهات تطلق اسم نصر الله على أطفالها لتحاول جاهدة إنجاب مثيلك ولم تعجز الأرحام... فقوافل المقاومة تمضي بأمر الله.
لتنتصر الدماء... وتستبدل الأرقام بالأسماء... لكن جثث الشهداء غادرت موطنها فهل ستعود يا سيد المقاومة...؟؟؟ هل سيعود الأبناء الأوفياء إلى أحضان ثرى فلسطين ليكتمل مشهد النصر؟؟ ...
بريشة الحسنـــــــــــــــاء