الأحد، 12 أكتوبر 2008

موسم الحصاد... ونزيف الذكريات


تبعثر اللقاء بعد أن امتلأت كؤوس الرحيل... وهزمتنا أمواج القدر... وقسمنا نصفين نلتقي لقاءات خجولة هامسة موسمية كما ألتقيك الآن أيتها الزيتونة الشامخة... أعانقك عناق العائد لوطنه لأبث لك همومي وجراحي بين حناياك... وكي أمنع ملح دمعي من السقوط على قشور ساقك أحدّق عالياً باخضرار قلبك، فترميني بابتسامة يداعبها نسيم الصبا... وعندما أصطدم بثمارك اليانعة المتدلية كأجراس اللؤلؤ المرتو بكبرياء دمعة طفل يفتقد قبلة والده الأسير... الشهيد... المرابط المتنقل بين هذا الخندق وذاك... حينها أستذكر أحبتي لأعيد على ثراك ملحمة الذكريات التي تقطعت أوصالها وانتثرت كثمارك التي تفارقك الآن في موسم الحصاد... غابت ثمارك عنك لتترك تعانقين لظى الوحدة وفي يديك قناديل الظلام تقودك إلى التيه الذي تجهيلين نهايته... بتنا سجناء جدران الصمت... ننام على وقع نزف غمام الذكريات ونصحوا على لحن الحنين لمن هم بعيداً هناك حيث لا ندري...
دعيني أهذي برحيق حبي لك وجنون شوقي للتنقل كفراشة عثرت على رحيقها بعد سنوات الجفاف على أغصانك وبين أوراقك... دعيني أسكب شوقي وأمرره على أغصانك المنسدلة كشعر أسود داكن توشِحهُ أشعة الشمس الذهبية ليزداد بريقه...
امتلأ كأس الرحيل وانتحب القصيد المتساقط ألحاناً على أجنحة العصافير... امتلأ الكأس وتكاثف الغمام المحمّل بزفرات الرحيل... لتختنق الذكريات المكفنة بخيوط النسيان والهذيان...
لنبتسم بعمق ونخزن زجاجات الأمل لينطفئ الحزن ويعلو النشيد... لنرمم الأشواق بصمت أبلغ من صمت العاشقين...
بريشة الحسنــــــــــــــــــاء

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

غزل الزيتون خوش رومنسية .كلماتك حنوووونة وايد.واعتبار الشجرةانسان فكرة ولا اروع .ولكن هل نعتبر هذا الغزل هرب من الغزل البشري حسناءام نوع جديد منه.سامحيني على صراحتي الصدفة قادتني الى هنا ولفت انتباهي الصورة لانا محرومين من الخضرة فقرأت لاكشف علاقة الذكريات بالحصاد.فأذهلتني مشاعرج وصرت انظر للشجرة على انها تحس.وتمنيت اكون انا الشجرةاو حتى غصن فيهالانها بفلسطين ما تسيئين فهمي.مشكورة حسناء

غير معرف يقول...

الذكريات تلك المرتبطة بنا ارتباط جذور الزيتون المقدسة بتراب الوطن المقدس
وهي وان كانت مريرة فانها احيانا تعطي حياتنا بهجة ولن يدوم الحزن طويلا
ولا بد من عودة
فالنسائم المشبعه برحيق الحب الممتلئة بالهذيان المحبب لا بد وان تفك ضيقة المخنوق.
احب هذا القلم وما يسطر
يوسف